الرياضة والمرونة العصبية: إعادة برمجة الدماغ من خلال الحركة
أخر تحديث 17 يونيو 2025
في زمن تتسارع فيه الضغوط النفسية والبدنية، وتزداد فيه معدلات القلق، والاكتئاب، وقلة التركيز، تُصبح الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي أو هواية صحية، بل وسيلة علاجية فاعلة يوصي بها العلم الحديث.
الصورة الأولى: نشاط الدماغ بعد الرياضة… دليل لا يُكذّب
تُظهر دراسات التصوير الدماغي أن التمارين الرياضية المنتظمة تُعزز تدفق الدم إلى المخ، ما يؤدي إلى:
- تنشيط مراكز الذاكرة والتعلُّم.
- تحسين التركيز والانتباه.
- إفراز النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يُحسن الحالة المزاجية.
وفقًا لجامعة هارفارد:
"ممارسة الرياضة الهوائية تُعدّ من أقوى محفّزات نمو الخلايا العصبية الجديدة، وتحسين الاتصال بين مناطق الدماغ المسؤولة عن اتخاذ القرار، وحل المشكلات، وتنظيم المشاعر." – Harvard Health Publishing
فوائد شاملة… تبدأ من المخ ولا تنتهي عند القدمين
الرياضة المنتظمة تمنح الجسم والمخ حزمة من الفوائد الوقائية والعلاجية، نذكر منها:
الفوائد الجسدية:
- تحسين وظائف القلب والدورة الدموية.
- تقوية العضلات والعظام.
- تنظيم مستوى السكر وضغط الدم والكوليسترول.
- مقاومة السمنة المرضية وما يرتبط بها من أمراض مزمنة.
الفوائد النفسية والعقلية:
- تقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
- تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- زيادة القدرة على التحكم في المشاعر والانفعالات.
- تحسين جودة ومدة النوم.
هل تعلم؟
النوم الجيد الذي يلي التمرين يُحسن من تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى – وهي عملية حيوية للتعلم الأكاديمي والمهني.
الصورة الثانية: المرونة العصبية… معجزة الله في الدماغ
الصورة الثانية تسلط الضوء على مفهوم علمي بالغ الأهمية:
المرونة العصبية (Neuroplasticity) – قدرة الدماغ على إعادة تنظيم نفسه وإعادة توزيع الوظائف بعد الإصابة أو الصدمة.
![]() |
Neuroplasticity |
أبحاث Mayo Clinic وNIH تُظهر أن:
- التمارين تساعد على إعادة بناء الدوائر العصبية.
- تنشط مناطق بديلة لتعويض الخلايا المصابة أو التالفة.
- تُستخدم التمارين كجزء أساسي من خطط إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية أو إصابات الدماغ.
وهذا ما عبّرت عنه ببلاغة د. إيهاب رجاء في قوله:
"كل المطلوب من حضراتكم الصبر، والرضا، وعدم الجزع عند الابتلاء… والعمل الدؤوب مع حسن اتخاذ الأسباب."
شاهد: ماذا يحدث داخل جسمك عند ممارسة الرياضة؟
هذا الفيديو يشرح ببساطة كيف تؤثر الرياضة على الدماغ، التركيز، والمزاج، مما يدعم ما أشار إليه د. إيهاب رجاء حول الرياضة كوسيلة علاجية بديلة لتحسين السلوك والقدرات المعرفية لدى الأطفال.
دعوة مفتوحة… فلنجعل الرياضة روتينًا لا علاجًا مؤقتًا
قد لا نملك دائمًا السيطرة على ضغوط الحياة أو تحديات الصحة، لكننا نملك القرار بأن نُعيد لأنفسنا حقنا الطبيعي في حركةٍ تعيد التوازن، وتجدد الطاقة، وتحيي خلايا المخ.
لا تنتظر أن توصيك وصفة دوائية بممارسة الرياضة. ابدأ من الآن، بجرعة بسيطة، ووتيرة منتظمة.
ففي كل خطوة تركضها، هناك شبكة عصبية تنمو، وخلية دماغية تنتعش، وروح تتعافى.