إجابات الدكتور إيهاب رجاء على أكثر من 60 سؤال حول مشكلات الطفولة
مع تزايد الاهتمام بصحة أطفالنا ونموهم العصبي، يبرز نهج الدكتور إيهاب رجاء كصوت علمي يشدد على أهمية التشخيص الدقيق، والبحث عن الأسباب الجذرية للمشكلات النمائية والسلوكية، مع التحذير من الإفراط في استخدام الأدوية الكيميائية للأطفال.
يرتكز هذا النهج على مبدأ أن العلاج الفعال يبدأ بفهم عميق للحالة، والتركيز على التدخلات السلوكية والتأهيلية والغذائية الآمنة والمستدامة.
في هذه الأسئلة والأجوبة، نقدم لكم خلاصة خبرته ونصائحه القيمة، لتمكين الأهالي والأخصائيين من اتخاذ قرارات مستنيرة حول صحة أطفالهم ومستقبلهم.
أهمية التشخيص الدقيق والفلسفة العلاجية
س: لماذا يتأخر ابني في الكلام رغم خضوعه لجلسات علاجية؟ ومتى يمكنني أن أقلق؟
ج: تأخر الكلام يتطلب صبرًا، فنتائج الجلسات العلاجية لا تظهر فورًا، وقد تستغرق من ستة أشهر إلى سنة من العمل المستمر. إذا لم يتحسن الطفل بعد هذه الفترة، فقد تكون هناك عوامل أخرى مؤثرة يجب البحث عنها بعمق
مثل تراكم المعادن الثقيلة (كالرصاص والزئبق) أو خلل كهرباء المخ غير الصرعي. ننصح بإجراء تحاليل شاملة للكشف عن هذه العوامل لتحديد الأسباب الحقيقية ووضع خطة علاجية مناسبة.
س: ما الحل لفرط الحركة والعنف والعدوانية عند الأطفال، خاصة وأن الأدوية غالبًا ما تزيد الحالة سوءًا؟
ج: الحل ليس في الأدوية الكيميائية، بل في تغيير البيئة المحيطة بالطفل بشكل جذري. سلوك الطفل غالبًا ما يكون انعكاسًا لما يحدث حوله من سلوكيات وتصرفات الكبار في الأسرة. يجب توفير بيئة آمنة، مستقرة، وهادئة، وخالية من التوتر.
كما يجب التركيز بشكل أساسي على التأهيل السلوكي والمعرفي المكثف، والعلاج النفسي المتخصص لتعديل هذه السلوكيات. الأدوية غالبًا لا تحل المشكلة، بل قد تخفيها أو تزيدها سوءًا على المدى الطويل وتخلق مشكلات جديدة.
س: هل صحيح أنك لا تصف أدوية للأطفال؟ وكيف يتم علاج الحالات الصعبة إذن؟
ج: نعم، هذا صحيح تمامًا في معظم الحالات. تركيزي الأساسي هو على معالجة الأسباب الجذرية والبيولوجية للمشكلة بدلاً من معالجة الأعراض السطحية باستخدام مضادات الذهان أو المهدئات. أعمل على تحديد الأسباب البيولوجية الكامنة (مثل التسمم بالمعادن الثقيلة، نقص الفيتامينات والمعادن، المشكلات الهضمية) والبيئية المؤدية للمشكلة
ثم أضع خطة تأهيلية شاملة تعتمد على التدخلات السلوكية والمعرفية، العلاج الطبيعي، والتخاطب، والنظام الغذائي المناسب، وبرامج إزالة السموم من الجسم. الأدوية تُستخدم فقط في حالات نادرة جدًا وحالات الطوارئ التي تهدد حياة الطفل أو سلامته، وذلك بعد دراسة متأنية.
س: ابني تم تشخيصه بالتوحد من قبل أطباء آخرين، لكنك أشرت إلى أنه قد لا يكون توحدًا حقيقيًا. كيف يمكن التأكد من التشخيص الصحيح، وما هي مخاطر التشخيص الخاطئ؟
ج: هذا محور بالغ الأهمية. للأسف، هناك العديد من الحالات التي يتم تشخيصها خطأً بالتوحد بينما هي في الحقيقة تعاني من "أعراض توحدية" أو "توحد كاذب" ناتج عن مشكلات أخرى قابلة للعلاج مثل تأخر اللغة، تشتت الانتباه الشديد، أو مشكلات حسية. التأكد من التشخيص الصحيح يتطلب تقييمًا شاملاً ودقيقًا للغاية باستخدام أدوات علمية موحدة مثل:
- مقياس بورتيج (Portage Guide to Early Education): لتقييم المهارات التطورية في مختلف الجوانب (المعرفية، اللغوية، الحركية، الاجتماعية، ومهارات الرعاية الذاتية).
- مقياس فاينلاند للسلوك التوافقي (Vineland Adaptive Behavior Scales): لتقييم السلوك التوافقي للطفل وقدرته على أداء الأنشطة اليومية والتكيف مع البيئة.
- رسم مخ أثناء النوم: للكشف عن أي نشاط كهربائي زائد.
- تحليل شامل للمعادن الثقيلة: لتقييم مستويات السموم في الجسم. الاعتماد على تشخيصات متسرعة أو خاطئة يؤدي إلى إهدار الوقت والجهد والمال، وقد يتسبب في ضياع "الفرص الذهبية" للتدخل المبكر، كما قد يؤدي إلى إعطاء أدوية غير مناسبة قد تضر بالطفل وتسبب تدهورًا في حالته على المدى الطويل.
القسم الثاني: مخاطر أدوية الصحة النفسية وتحذيرات هامة
س: ما هي تحذيرات استخدام المهدئات ومضادات الذهان (مثل ريسبيردال/أبيليفاي) للأطفال؟ وهل دواء "Aripiprex" ضار؟
ج: يجب الحذر الشديد من إعطاء المهدئات النفسية للأطفال، وخاصة تلك المضادة للذهان (Antipsychotics) والشيزوفرينيا مثل الريسبيريدون (المعروف بأسماء تجارية مثل "ريسبيردال"، "إسبيريدال"، "سيكودال") والأريبيبرازول (المعروف بأسماء تجارية مثل "أبيليفاي"، "Aripiprex"، "أبيكسدون").
هذه الأدوية تُعتبر من أدوية ذات آثار جانبية خطيرة وقد تؤدي إلى:
- تثبيط ذهني شديد: يؤثر على القدرات المعرفية والإدراكية.
- الاعتماد الكامل عليها: مما يجعل الطفل يعتمد عليها بشكل كلي.
- تأخر في التطور الشامل للطفل: مثل عدم القدرة على الكلام أو الاعتماد على النفس.
- زيادة مفرطة في الوزن: مما يزيد خطر الإصابة بالسمنة، السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد الدهني.
- اضطرابات حركية: مثل اللزمات أو الحركات اللاإرادية (كما في حالة ابنك الذي بدأ بلف يده بعد تناول "إسبيريدال").
- زيادة العدوانية والعنف: في بعض الحالات، قد تؤدي إلى سلوكيات خطيرة واندفاعية (كما في حالة الطفل الذي ألقى أخاه).
س: ابني كان يأخذ "أتوموكستين" و"فامالزيل" وأصبح عصبيًا جدًا. هل يمكن إيقاف الأدوية؟ وما هو عقار أتوموكسيتين ومتى يُنصح باستخدامه؟
ج: الأعراض التي تصفينها (العصبية، رفض المذاكرة، احمرار الوجه) قد تكون بالفعل آثارًا جانبية لدواء "أتوموكستين" (أتوموكس/أتوموريلاكس). عقار أتوموكسيتين يُستخدم لتحسين الانتباه وضبط فرط الحركة.
هو لا ينتمي إلى فئة المنشطات أو المهدئات النفسية القوية، ويعمل على زيادة توفر بعض الناقلات العصبية في الدماغ. يُنصح باستخدامه فقط في حالات فرط الحركة الشديدة والاندفاعية التي تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الطفل أو سلامته (مثل محاولة القفز من أماكن مرتفعة أو الجري المتهور في الشارع).
يُوصف للأطفال ابتداءً من سن 6 سنوات، وفي حالات الضرورة القصوى قد يُوصف من سن 5 سنوات. إيقاف الدواء: لا يجب إيقاف أي دواء فجأة.
يمكنكِ تجربة تقليل جرعة "أتوموكستين" من 40 مجم إلى 25 مجم، مع إعطائه الجرعة يومًا بعد يوم لمراقبة الاستجابة.
تابعي حالته بدقة خلال هذه الفترة وأخبريني بالنتائج.
إذا استمرت الأعراض السلبية، يجب التوقف تمامًا عن الدواء، ولكن تحت إشراف طبي لضمان الأمان، والبحث عن بدائل آمنة تعتمد على التدخلات السلوكية والبيئية لتعديل السلوك وتحسين التركيز.
س: ما هو البديل الآمن لأدوية الصرع مثل "ديباكين" و"كونفيلاكس"؟ وهل "ترايلبتال" آمن لطفل 8 سنوات؟
ج: للأسف، ما زال بعض الأطباء يتمسكون بوصف أدوية قديمة مثل "ديباكين" (صوديوم فالبروات) و"كونفيلاكس" (حمض الفالبرويك)، رغم وجود بدائل حديثة أكثر أمانًا وفعالية في حالات معينة. من البدائل التي تُستخدم بشكل شائع وتُعتبر أفضل في كثير من الحالات:
"تيراتام" (ليڤيتراسيتام) ومشتقاته.
"إيثوكسا" (إيثوسوكسيمايد): خاصة في تشنجات السرحان (Petit Mal Seizures).
بالنسبة لدواء "ترايلبتال" (أوكسكاربازيبين): يُعتبر آمنًا نسبيًا لمعظم الأطفال وليس له أضرار كبيرة إذا كان هناك تحسن واضح في الأعراض التشنجية. المهم هو المتابعة الدورية والدقيقة لاستجابة الطفل للدواء من خلال الفحوصات العصبية ورسم المخ.
نصيحة مهمة: يجب أن يكون العلاج مبنيًا على حالة الطفل الفردية، ونوع النشاط الكهربائي في الدماغ، واستجابته للدواء، تحت إشراف طبيب أعصاب متخصص وذو خبرة عالية في صرع الأطفال.
س: ابني كان يأخذ "ديباكين" بدون فائدة، والآن يتناول "توباماكس" بجرعة 150 مجم منذ 6 أشهر وتوقفت التشنجات. هل يمكن سحب "ديباكين"؟ وهل "توباماكس" آمن على المدى الطويل؟
ج: نعم، يمكن سحب "ديباكين" تدريجيًا بعد استشارة الطبيب المشرف، خاصة وأنه لم يحقق الفائدة المرجوة. أما بالنسبة لدواء "توباماكس" (توبيراميت)، فيجب الحذر الشديد من تأثيره على الذاكرة والوظائف الإدراكية، خاصة إذا تم استخدامه لفترات طويلة.
من الضروري جدًا مراقبة الطفل عن كثب للتأكد من عدم حدوث أي تراجع معرفي أو إدراكي أثناء فترة تناول هذا الدواء، ومراجعة الطبيب لتحديد الجرعة الفعالة الأقل أو البحث عن بدائل إذا ظهرت هذه الأعراض.
س: ابني يعاني من كهرباء زائدة على المخ دون تشنجات ظاهرة، فهل يحتاج إلى علاج؟
ج: نعم، قطعًا. إذا تسببت الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ في أعراض واضحة تؤثر على جودة حياة الطفل وتطوره، فهي تحتاج إلى علاج وتدخل طبي. هذه الأعراض قد تشمل: الصداع المتكرر، اضطرابات النوم المستمرة، التأتأة في الكلام، ضعف الذاكرة الملحوظ، صعوبات التعلم الأكاديمي، أو فرط الحركة الشديد الذي يؤثر على أداء الطفل وتركيزه.
هذه الأعراض غير التشنجية قد تكون في بعض الأحيان أكثر تأثيرًا وسوءًا على جودة حياة الطفل وتطوره من التشنجات الظاهرة التي يلاحظها الجميع.
س: كيف يمكن سحب أدوية مثل "أبيكسدون" أو "سيكودال" بشكل آمن لطفلي؟
ج: سحب هذه الأدوية (أبيكسدون/سيكودال/ريسبيردال/أريبيبرازول) يتطلب صبرًا ودقة بالغة، ويجب أن يتم تحت إشراف طبي دقيق. لا يجوز التسرع أبدًا في تقليل الجرعة دفعة واحدة، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتكاسات سلوكية خطيرة وشديدة أو أعراض انسحابية مؤلمة. البروتوكول المقترح للسحب التدريجي:
- ابدأ بتقليل جرعة بسيطة جدًا: نقطة واحدة أو جزء صغير من الجرعة اليومية (مثلاً من جرعة منتصف اليوم).
- حافظ على المدة الزمنية بين كل تقليل: لا تقل عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع (أو حتى شهر) بين كل تخفيض لجرعة صغيرة. هذا يسمح لجسم الطفل بالتكيف.
- المراقبة المستمرة: راقبي الطفل عن كثب لأي أعراض انسحابية (عصبية، هياج، زيادة فرط الحركة، اضطرابات نوم، إلخ). إذا ظهرت، توقفي عن السحب مؤقتًا حتى تستقر الحالة ثم استأنفي ببطء أكبر.
- التدرج الشديد: على سبيل المثال، إذا كان الطفل يأخذ 5 نقاط 3 مرات يومياً، ابدأ بسحب نقطة واحدة من جرعة منتصف اليوم، استمر على ذلك 3 أسابيع، ثم كرر مع جرعة الصباح وهكذا.
س: ابني عمره 3 سنوات، بدأت تظهر عليه سلوكيات مثل خدش الوجه، ضرب الرأس، والصراخ لساعات بعد أن كان طبيعيًا. وصف له دكتور الأطفال "أبيكسدون" و"تريبتال"، وبعد الأدوية زاد نومه وفقد التحكم في البول وتراجع ذكاؤه. ماذا أفعل؟
ج: يجب التوقف فورًا عن إعطاء هذه الأدوية المدمرة، ولكن بشكل تدريجي وتحت إشراف طبيب مختص وواعي لمخاطرها. ما تصفينه هو بالضبط الآثار الجانبية الكارثية لهذه العقاقير التي تؤثر على نمو الطفل ووعيه.
"أبيكسدون" و"تريبتال" هي أدوية لا تناسب هذه الأعمار أو هذه الحالات. يجب التركيز المكثف على العلاج السلوكي والمعرفي وبرامج تعديل السلوك، والابتعاد تمامًا عن العقاقير التي تثبط قدرات الطفل الطبيعية وتؤثر سلبًا على تطوره الذهني والعصبي.
س: هل دواء "كونسرتا" و"كتابيرسان" آمنان للأطفال، وهل يمكن إيقافهما بعد الامتحانات؟
ج: "كونسرتا" (ميثيل فينيدات) هو منشط عصبي يُستخدم لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه، بينما "كتابيرسان" (كيوتيابين) هو مضاد للذهان. لا يجب إطلاقًا إيقاف أي من هذين الدوائين فجأة بعد انتهاء الامتحانات أو لأي سبب آخر.
يجب أن يتم السحب تدريجيًا وبشكل بطيء جدًا تحت إشراف طبيب مختص، لتجنب الأعراض الانسحابية الشديدة والخطيرة التي قد تظهر وتؤثر سلبًا على سلوك الطفل وصحته العامة. يجب مراجعة خطة العلاج لوضع برنامج سحب آمن ومناسب لحالة الطفل.
القسم الثالث: تسمم المعادن الثقيلة وتأثيراتها على النمو العصبي
س: ما هي المعادن الثقيلة التي تؤثر على صحة الطفل، وكيف يمكن أن يتعرض لها؟
ج: الأطفال معرضون لتراكم معادن ثقيلة سامة مثل الزئبق، الألومنيوم، والرصاص، والنيكل. هذه السموم يمكن أن تدخل إلى أجسامهم من مصادر متعددة:
- الأطعمة الملوثة: مثل بعض أنواع الأسماك (التونة الكبيرة) التي تحتوي على الزئبق.
- أواني الطهي غير الآمنة: مثل أواني الألومنيوم أو الستانلس ستيل التجاري منخفض الجودة.
- المنتجات الاستهلاكية: مثل بعض أنواع الجبن المطبوخ (يحتوي على الألومنيوم)، البيكنج بودر، مزيلات العرق الكيميائية، أو حتى بعض ألعاب الأطفال ومستحضرات التجميل وصبغات الشعر التي قد تحتوي على الرصاص أو الزئبق.
- مصادر بيئية أخرى: مثل الدهانات القديمة التي تحتوي على الرصاص. هذه المعادن تؤثر سلبًا على الجهاز العصبي المركزي، الذاكرة، النطق، والذكاء العام للطفل.
س: ما هو تأثير زيادة الألومنيوم والرصاص في جسم الطفل على النطق والذكاء؟
ج: زيادة الألومنيوم في الجسم تؤثر سلبًا بشكل مباشر على الذاكرة اللفظية والقدرة على استدعاء الكلمات، وتُشبه تأثيرات مرض الزهايمر.
الطفل المصاب بتسمم الألومنيوم يجد صعوبة بالغة في تخزين واستدعاء الكلمات والمفردات اللغوية، مما يؤثر بشكل كبير على النطق وتطور اللغة. أما الرصاص، فهو يؤثر بشكل مباشر وخطير على ذكاء الطفل وقدرته على التعلم بشكل عام، ويُعيق بشكل خاص قدرته على اكتساب اللغة وتطوير النطق.
كما يسبب نوعًا خاصًا من "أنيميا قصور الاستفادة من الحديد"، حيث يُعيق الجسم عن الاستفادة الكاملة من الحديد الموجود في الغذاء.
س: كيف يمكن الكشف عن وجود خلل في المعادن الثقيلة في جسم الطفل؟
ج: يتم التأكد من وجود خلل في المعادن الثقيلة أو المعادن الأساسية عن طريق إجراء تحليل شامل للكشف عن المعادن الثقيلة في عينة الشعر. هذا التحليل يُجرى في "معمل العناصر" بمركز البحوث الزراعية (يمكن الحصول على خطاب تحويل مجاني لإجراء التحليل من "عيادة التأهيل العصبي" بمركز التميز للبحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث في الدقي، يومي الأربعاء والخميس).
هناك حدود قصوى مسموح بها لبعض المعادن، ولكن يُفضل دائمًا الحفاظ على مستويات أقل بكثير من هذه الحدود لتجنب أي تأثير سلبي على صحة الطفل.
س: ما هو "بروتوكول الكيمياء الخضراء" الذي تستخدمه لإزالة المعادن الثقيلة؟
ج: "بروتوكول الكيمياء الخضراء" هو نظام علاجي طبيعي وفعال يعتمد بشكل أساسي على نبات "المورينجا". المورينجا غنية جدًا بمضادات الأكسدة الطبيعية والمركبات النشطة التي تساعد في سحب وتخليص الجسم من المعادن الثقيلة السامة بشكل آمن وفعال، دون اللجوء إلى المواد الكيميائية القاسية أو التي قد تسبب آثارًا جانبية.
هذا البروتوكول يُعد مفيدًا لجميع الحالات التي تعاني من التسمم بالمعادن الثقيلة، بما في ذلك الأطفال.
القسم الرابع: حالات خاصة وتحديات نمائية
س: هل يؤثر نقص تنسج الجسم الثفني في المخ على النطق عند الأطفال؟
ج: نعم، نقص تنسج الجسم الثفني (Corpus Callosum Hypoplasia) يؤثر بشكل مباشر على الوصلات العصبية بين نصفي المخ في المادة البيضاء، وهو سبب رئيسي ومباشر في تأخر النطق وتطور اللغة.
هذا الخلل التركيبي في الدماغ لا يعني بالضرورة أن الطفل مصاب بالتوحد، حتى لو ظهرت بعض الحركات النمطية مثل الرفرفة باليدين (والتي قد تكون نتيجة لخلل في المعالجة الحسية).
يجب التركيز بشكل مكثف على تنمية مهارات النطق والتواصل اللغوي، والعمل مع أخصائي تخاطب لديه خبرة في مثل هذه الحالات.
س: ابني عمره 13 سنة ويعاني من تأخر ذهني بعد سنوات من التشخيص الخاطئ وتناول أدوية ضارة. ما الذي يمكن فعله لتحسين حالته؟
ج: في مثل هذه الحالات المتقدمة، وبعد سنوات من الأدوية التي قد تكون قد أثرت سلبًا، يجب التركيز على برامج إعادة التأهيل الشاملة التي تهدف إلى تعليم الطفل مهارات الاعتماد على النفس، ومهارات الحياة اليومية، وتعزيز التواصل الاجتماعي والمهني.
يُوصى بشدة بممارسة الرياضة البدنية بانتظام، والبدء في تهيئته للتأهيل المهني بما يتناسب مع قدراته الفردية. الهدف الأساسي هو العمل على تحسين جودة حياته قدر الإمكان، والابتعاد عن الاعتماد على الأدوية التي قد تزيد الوضع سوءًا.
س: ابني مصاب بالتوحد، وملاحظ أن الاهتمام ينصب على الأطفال الصغار. ماذا عن المصابين فوق سن العشرين؟ هل تتحسن حالاتهم مع الوقت؟
ج: هذه نقطة مهمة للغاية. في غالب الأحيان، لا يكون التشخيص "توحدًا" بالمعنى الدقيق في هذا العمر المتقدم، بل يكون "تأخرًا ذهنيًا" مصحوبًا ببعض الأعراض التي تُشبه اضطراب طيف التوحد.
بالنسبة لهؤلاء الأفراد، يجب أن يتركز العمل على تطوير مهارات التواصل، وتعزيز الاستقلالية، وتحسين جودة الحياة من خلال برامج تأهيل مصممة خصيصًا للكبار لتمكينهم من الاندماج في المجتمع قدر المستطاع وتحقيق أقصى درجات الاستقلالية.
س: ابني يعاني من ضمور في المخ، وتوحد، ونشاط كهربائي من أصعب الأنواع. الأطباء نصحوني بتركيب جهاز لتنظيم الكهرباء في الدماغ. ما رأيك؟
ج: ليس لدي خبرة مباشرة بهذا النوع من الأجهزة والتدخلات الجراحية المعقدة في حالات ضمور المخ والتوحد. ومع ذلك، ما أعرفه من الدراسات والخبرات العامة أن نسبة نجاح هذه العمليات المعقدة لا تتعدى 50% في أفضل الأحوال، إضافة إلى تكلفتها الباهظة جدًا.
أنصحك بشدة باستشارة متخصصين كبار وذوي خبرة واسعة بهذا النوع من العلاجات المتقدمة، وتقييم حالتهم بدقة عالية قبل اتخاذ أي قرار مصيري كهذا، مع الأخذ في الاعتبار أن الحلول الجراحية عادة ما تكون الملاذ الأخير.
س: ابني يعاني من نوبات ضحك هستيري أو بكاء طويل دون سبب، ولديه طاقة مفرطة تؤدي إلى تخريب ما حوله. ما الحل؟ (عمره 6 سنوات).
ج: هذه الأعراض (نوبات الضحك أو البكاء الهستيري، الطاقة المفرطة، السلوك التخريبي) تتطلب تقييمًا شاملًا ودقيقًا من قِبل طبيب متخصص في المخ والأعصاب وطبيب نفسي للأطفال.
هذه الأعراض قد تكون مرتبطة بنشاط كهربائي زائد في المخ (حتى لو لم يكن صرعيًا ظاهريًا)، أو اضطرابات سلوكية أو نفسية أخرى تتطلب تشخيصًا دقيقًا. لا يمكن التعامل مع هذه الحالة بشكل صحيح أو وصف علاج دون فهم السبب الجذري لها.
س: ابني عمره 4 سنوات، لديه معادن ثقيلة ونقص في الزنك وفيتامين ب12 وفيتامين د. كما يعاني من نشاط كهربائي غير صرعي. بعد سنة من الجلسات تحسنت استجابته للأوامر وبدأ يقول بعض الكلمات. فما التشخيص المناسب لحالته؟
ج: بناءً على ما ذكرتِ، يمكن وصف الحالة بتشخيص "تأخر نمائي شامل" ناتج عن تسمم خلايا المخ بالمعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص، الألومنيوم، والزئبق.
هذه المعادن تؤثر بشكل مباشر على النشاط الكهربائي في المخ وتؤدي إلى نقص حاد في العناصر الحيوية الضرورية لوظائف الدماغ مثل الزنك وفيتامين ب12 وفيتامين د. هذا النقص ينعكس سلبًا على وظائف الإدراك والتواصل والنمو اللغوي.
التشخيص الدقيق الشامل يتطلب إجراء تقييمات تطورية ولغوية ومعرفية شاملة لتحديد نقاط القوة والضعف بدقة في مهارات الطفل كافة.
س: ابني يعاني من ظهور خراجات متكررة في أماكن مختلفة من الجسم. هل يمكن أن تكون الأدوية مثل "أريببريكس" هي السبب؟
ج: نعم، بكل تأكيد. الأدوية التي يتناولها ابنك، وخاصة دواء "أريببريكس" (أريبيبرازول)، قد تكون سببًا رئيسيًا ومباشرًا في هذه المشكلة المتكررة.
من المعروف أن دواء "أريببريكس" قد يؤدي إلى الإصابة بمقاومة الإنسولين كأحد آثاره الجانبية الخطيرة، ومقاومة الإنسولين هي أحد العوامل الفسيولوجية الأساسية التي تزيد من قابلية الجسم لظهور الخراجات والالتهابات الجلدية المتكررة.
أنصح بشدة بإجراء تحليل نسبة الإنسولين في الدم، وتحليل مقاومة الإنسولين (HOMA-IR)، وكذلك اختبار منحنى السكر (اختبار تحمل الجلوكوز)، للتأكد من حالة التمثيل الغذائي والسكر في جسم الطفل.
س: ابني عمره 8 سنوات، يعاني من شد عصبي شديد في عضلات ساقيه، ويظل يبكي لفترات طويلة بسبب الألم. ما الجرعة المناسبة من "الأشواجندا"؟
ج: بالنسبة لمكمل "الأشواجندا" (Ashwagandha)، يمكنكِ إعطاؤه كبسولة واحدة يوميًا للمساعدة في تخفيف التوتر ودعم الجهاز العصبي. أما بالنسبة لمكملات أخرى مثل "الكلوريلا"، فلم يسبق لي استخدامها في ممارستي السريرية أو رؤية أبحاث كافية حول جرعاتها للأطفال في مثل هذه الحالات
لذا لا أستطيع إعطاء توصيات بشأنها. من الضروري استشارة طبيب أطفال متخصص في الأعصاب لتقييم سبب الشد العضلي والألم بشكل دقيق.
س: ابني تأخر في المشي، ثم تمكن من المشي بعد العلاج الطبيعي والفيتامينات، لكنه متأخر عن أقرانه في التعلم. كيف أساعده على تعلم القراءة والكتابة؟
ج: غالبًا ما يكون هذا تأخرًا نمائيًا إدراكياً وليس توحدًا بالمعنى الدقيق، وقد يكون ناتجًا عن إصابة دماغية طفيفة جدًا لم يتم اكتشافها مبكرًا. لا تُشخّص هذه الحالات بشكل دقيق غالبًا إلا عند اقتراب الطفل من سن دخول المدرسة
حيث تظهر الفروقات في المهارات الأكاديمية. لمساعدته على تعلم القراءة والكتابة والتعلم بشكل عام، يجب إجراء فحص شامل ودقيق للغاية يشمل:
- رنين مغناطيسي على المخ بتقنية عالية.
- رسم مخ أثناء النوم باستخدام منوم خفيف (إذا لزم الأمر).
- تحليل شامل للمعادن الثقيلة في الجسم.
- تقييم تطوري شامل ومعمق لجميع جوانب النمو (اللغوي، الإدراكي، الاجتماعي، الحركي). الهدف الأساسي من هذه الفحوصات الشاملة هو تحديد جميع نقاط الضعف الكامنة والعمل عليها بشكل مكثف وفوري قبل أن تضيع "الفرص الذهبية" للتدخل المبكر والفعال.
س: ابني عمره 6 سنوات، لا ينطق سوى كلمتي "بابا" و"ماما"، وجلسات التخاطب لم تُحقق نتيجة. فما الحل؟
ج: المشكلة هنا ليست فقط في تأخر الكلام بحد ذاته، بل قد يكون السبب الأساسي هو قصور إدراكي ومعرفي أعمق يؤثر على قدرة الطفل على اكتساب اللغة والتواصل. أنصحك بشدة بإجراء تقييم شامل لابنك باستخدام:
- اختبار بورتيج (Portage Guide to Early Education): لقياس المهارات التطورية في مختلف المجالات (المعرفية، اللغوية، الحركية، الاجتماعية، ومهارات الرعاية الذاتية).
- اختبار فاينلاند للسلوك التوافقي (Vineland Adaptive Behavior Scales): لتقييم السلوك التوافقي للطفل وقدرته على أداء الأنشطة اليومية والتكيف مع البيئة. هذه الاختبارات الموحدة والموثوقة ستساعد في تحديد السبب الحقيقي والدقيق للتأخر، وبالتالي توجيه خطة العلاج والتأهيل بالشكل المناسب والأكثر فعالية.
س: ابني يرفض الحلاقة سواء في المنزل أو في صالون الحلاقة. لماذا هذا الخوف، وكيف أتعامل معه؟
ج: رفض الحلاقة لدى طفلك يعود في الغالب إلى خلل في المعالجة الحسية (Sensory Processing Disorder)، وهو أمر شائع جدًا في اضطراب طيف التوحد أو الاضطرابات النمائية.
قد يكون السبب مرتبطًا بحساسية مفرطة تجاه الأصوات (مثل صوت المقص أو ماكينة الحلاقة)، أو اللمس (ملامسة الشعر أو أدوات الحلاقة لجلده). الحل يكمن في تعويد الطفل تدريجيًا على الحلاقة من خلال خطوات صغيرة وبطيئة جدًا
مع مراعاة عدم إجباره على الإطلاق، وتوفير بيئة مريحة وهادئة له أثناء الحلاقة قدر الإمكان، وربما اللجوء لأخصائي علاج وظيفي متخصص في الدمج الحسي.
س: أخي عمره 12 سنة، يعاني من فرط حركة، لزمات صوتية، ويمشي على أطراف أصابعه. مستوى تركيزه ضعيف، لكنه أكاديميًا يسير بشكل مقبول بفضل الجهد الذي نبذله معه. هل أستمر على هذا النهج أم ألجأ إلى الأدوية؟
ج: استمروا على النهج الذي تتبعونه، فجهدكم واضح في مساعدته أكاديميًا. من الأفضل إجراء بعض الفحوصات للاطمئنان وتحديد الصورة الكاملة: اختبار ذكاء شامل، واختبار كونرز لتقييم سلوكيات فرط الحركة. لا تستسلموا لضغوط اللجوء إلى الأدوية ذات الآثار الجانبية الخطيرة، واستثمروا في تطوير مهارات طفلكم بطرق آمنة ومستدامة.
س: هل "تيبوفورتين" من المنشطات العصبية؟ وهل هناك مشكلة في إعطائه مع "تيراليبسي" لطفل عمره 4 سنوات يعاني من كهرباء في الفص الأيمن دون تشنج؟
ج: نعم، دواء "تيبوفورتين" هو في الأساس منشط عصبي. لا يُنصح إطلاقًا بإعطائه للأطفال الذين يعانون من نشاط كهربائي زائد في المخ، حتى لو لم يكن مصحوبًا بنوبات تشنج ظاهرة. هذا قد يؤدي إلى تفاقم النشاط الكهربائي وزيادة الأعراض بدلاً من تحسينها. يجب تجنب المنشطات العصبية تمامًا في مثل هذه الحالات.
س: ما هو عقار "ليڤيتراسيتام" (تيراتام/كيبرا)؟ وهل هناك تحذيرات عند استخدامه للأطفال؟
ج: ليڤيتراسيتام هو دواء مضاد للصرع، ويُعرف بأسماء تجارية مثل "كيبرا" و"تيراتام". يجب الحذر عند وصفه للأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية أو ميول عدوانية، حيث قد يزيد من تفاقم هذه المشكلات، لذا يجب مراقبة سلوك الطفل عن كثب عند استخدام هذا الدواء.
س: ما هو أنسب وقت لجلسات العلاج الطبيعي للأطفال الذين يتناولون أدوية لعلاج الكهرباء الزائدة في المخ؟ ج: أفضل وقت لجلسات العلاج الطبيعي هو عندما يكون الطفل في كامل وعيه ونشاطه وحيويته، وعندما تكون طاقته الحيوية في أفضل حالاتها.
هذا يضمن استفادته القصوى من الجلسة وقدرته على التفاعل والمشاركة بفعالية، مما يعزز من النتائج العلاجية المرجوة. يجب تجنب الجلسات عندما يكون الطفل متعبًا أو تحت تأثير الأدوية التي قد تسبب النعاس أو الخمول.
س: ابني يعاني من نوبات صرعية ويأخذ أدوية متعددة ولم تتحسن حالته. ما الحل؟
ج: هذه الحالة تُعرف بـ "نوبات الصرع المستعصي" أو الصرع المقاوم للعلاج، والتي لا تستجيب للأدوية المعتادة والمتعددة. مثل هذه الحالات تتطلب فحوصات دقيقة ومتطورة للغاية لتحديد السبب الكامن
مثل: "الرنين المغناطيسي المتقدم ببروتوكول الصرع" و"الرنين الطيفي للدماغ"، إضافة إلى "الخريطة الجينية الشاملة" و"فحوصات التمثيل الغذائي الشاملة والدقيقة".
هذه الفحوصات قد لا توفر بدائل علاجية مباشرة في كل الأحوال، لكنها على الأقل تساعد في وقف الهدر المالي الهائل والضرر الناتج عن تناول عقاقير متعددة دون جدوى أو تحسن. استشيروا طبيبًا مختصًا في صرع الأطفال المستعصي لتقييم دقيق للحالة.
س: هل منهجية "ماسجوتوفا" تساعد في تسريع النطق عند الأطفال؟
ج: لا يوجد شيء يُسمى "تسريع النطق" بمعناه الحرفي من خلال منهجية معينة! ما يمكن أن تفعله منهجية "ماسجوتوفا" (MNRI - Masgutova Neurosensorimotor Reflex Integration) هو تقوية عضلات النطق وتحسين سلاسة حركة اللسان والعضلات المسؤولة عن الكلام
وقد تساعد على تقوية الروابط العصبية في مراكز المخ المتعلقة باللغة والنطق، لكن هذا كله يحتاج إلى وقت طويل وصبر كبير وتطبيق منتظم.
العبء الأكبر في تحسين النطق يقع على عاتق الوالدين والأسرة في تعزيز مهارات التواصل اللغوي المباشر لدى الطفل، مع الابتعاد عن التعلق بسراب العقاقير السحرية أو الوسائل العلاجية غير المثبتة علمياً.
س: هل حقن "ميثيكوبال" مفيدة لأطفال التوحد؟
ج: لا يوجد ما يثبت أن حقن "ميثيكوبال" (ميكوبالامين - أحد أشكال فيتامين B12) تعالج التوحد. هو مجرد علاج تكميلي قد يخفف بعض الأعراض المرتبطة بنقص فيتامين B12 إذا كان الطفل يعاني من هذا النقص.
إذا تم استخدامه، يُفضل إعطاء حمض الفوليك معه. لكن البديل المصري له نفس الفاعلية وبسعر أقل. وأكرر: لا يوجد علاج دوائي للتوحد حتى الآن. كل ما يُستخدم هو لتحسين الأعراض وليس لعلاج الحالة الأساسية.
س: ما البديل لعلاج الشلل الدماغي؟
ج: علاج الشلل الدماغي لا يعتمد على الأدوية أو الجراحة كعلاج أساسي للحالة. بل يعتمد بشكل رئيسي وحاسم على التأهيل الحركي المبكر والمكثف والشامل.
يجب التدخل العلاجي فور اكتشاف الإصابات الدماغية الطفيفة أو المشكلات النمائية لتقليل الآثار السلبية وتفادي المضاعفات المستقبلية. يتطلب ذلك إجراء فحوصات دقيقة، ووضع خطة شاملة ومخصصة للتأهيل
تشمل العمل مع فريق طبي متخصص متعدد التخصصات (أخصائي علاج طبيعي، أخصائي علاج وظيفي، أخصائي تخاطب، طبيب أعصاب أطفال) لضمان تقديم الدعم المناسب للطفل، مما يساعد في الحد من الإعاقات الحركية المصاحبة ويحسن من جودة حياة الطفل.
س: متى يُنصح باستخدام "كوفينجران" للأطفال؟
ج: دواء "كوفينجران" (الذي يحتوي على فيتامين B6 ومغنيسيوم) يُعتبر من الأدوية الآمنة نسبيًا للاستخدام لدى الأطفال، حيث غالبًا ما يستخدم كمكمل غذائي أو مساعد في بعض الحالات العصبية أو النقص الغذائي.
ولكن يجب أن يكون استخدامه تحت إشراف طبي مختص لتحديد الجرعة المناسبة والتأكد من عدم وجود أي تداخلات أو موانع استعمال خاصة بحالة الطفل.
القسم الخامس: الوقاية وصحة الأم والحمل
س: هل النظام الغذائي للأم أثناء الحمل يؤثر على إدراك الطفل؟ وهل يمكن للأم تناول مكملات أوميغا 3 أو استخدام مستحضرات تجميل؟
ج: نعم، النظام الغذائي للأم أثناء الحمل له تأثير كبير جدًا ومباشر على تطور الدماغ والمهارات الإدراكية للجنين. يُنصح بشدة بتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الأسماك الآمنة (قليلة الزئبق)، والخضروات الورقية، والفواكه، والحبوب الكاملة.
يجب تجنب الأطعمة السريعة والمعالجة، والمشروبات الغازية، والإفراط في السكريات والمخللات. بالنسبة للأوميغا 3: يفضل الحصول عليها من الأطعمة الطبيعية كالأسماك. إذا تم تناول مكملات أوميغا 3 لفترة طويلة، يجب إجراء تحليل لنسبة الزئبق في الجسم (بعينة شعر) للتأكد من عدم تراكمه.
مستحضرات التجميل: بعض كريمات التجميل، مساحيق البشرة، وصبغات الشعر قد تحتوي على معادن ثقيلة سامة مثل الزئبق أو الرصاص.
هذه المواد قد تتسرب إلى الدورة الدموية للأم ومن ثم تصل إلى الجنين عبر المشيمة، مما قد يؤدي إلى إصابات أو تلف في مخ الجنين. لذا، يُنصح بشدة كل سيدة ترغب في الحمل بإجراء تحليل شامل للمعادن الثقيلة قبل الحمل بفترة كافية.
س: ما الخطوات التي يجب على راغبي الحمل بتقنية الحقن المجهري اتخاذها لتجنب المشكلات الصحية المستقبلية؟ ولماذا المتابعة بعد الولادة مهمة؟
ج: يجب على راغبي الحمل بتقنية الحقن المجهري اتخاذ خطوات وقائية لتقليل المخاطر الصحية على الجنين والطفل:
1. تحليل الكروموسومات (Karyotyping) للزوجين: لتجنب المشكلات الوراثية.
2. تحليل الجينات (Whole Exome Sequencing): للكشف عن أي خلل جيني محدد.
3. تحليل المعادن الثقيلة للزوجة: لتجنب الآثار السلبية لعناصر سامة مثل الرصاص أو الزئبق. أهمية المتابعة بعد الولادة: أطفال الحقن المجهري هم من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر تتعلق بالنمو العصبي والتطوري. الاكتشاف المبكر لأي قصور في هذه الجوانب يتيح التدخل السريع والفوري لتقليل التأثير السلبي على مستقبلهم الصحي والتطوري.
س: هل تؤثر الشاشات (التلفاز والأجهزة الذكية) على الأطفال؟ وما علاقتها بظهور أعراض مشابهة للتوحد؟
ج: نعم، تؤدي الشاشات إلى تراجع خطير في مهارات الانتباه والتركيز، ومهارات الاستماع الفعال، والتفاعل الاجتماعي والتواصل البصري واللفظي لدى الأطفال.
إذا لاحظ الوالدان تغييرات سلبية في سلوك أطفالهم، مثل انخفاض التفاعل أو عدم المشاركة في اللعب، يجب تقليل وقت الشاشات بشكل فوري ومراقبة هذه التغييرات عن كثب.
علاقتها بالتوحد: الشاشات بحد ذاتها لا "تُسبب" التوحد بشكل مباشر لكل الأطفال. ولكن الأطفال الذين لديهم قابلية (مثلاً بسبب إصابة دماغية طفيفة عند الولادة)، قد تتفاقم لديهم بعض الأعراض النمائية والسلوكية عند التعرض المفرط للشاشات
مما قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات تشبه التوحد (توحد كاذب). يجب استخدام أدوات تقييم علمية دقيقة وموحدة مثل قائمة البورتيج لتقييم المهارات التطورية بشكل شامل وتحديد التشخيص الصحيح.
س: ما النصيحة للأهل والأخصائيين الذين يستعجلون في رؤية نتائج جلسات التأهيل للأطفال؟
ج: يجب التحلي بالصبر، فالحصول على نتائج إيجابية ملموسة في جلسات التأهيل قد يستغرق ما بين ستة أشهر إلى سنة كاملة من العمل الجاد والمكثف والمنتظم مع الطفل.
قد تكون هناك مشكلات غير مكتشفة أو كامنة تؤثر سلبًا على استجابة الطفل للجلسات، مثل وجود مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة كالرصاص أو الألومنيوم أو الزئبق، والتي تؤثر بشكل مباشر على القدرات الذهنية، الذاكرة، والكفاءة العقلية.
في مثل هذه الحالات، لن تكون الجلسات العلاجية وحدها فعالة بشكل كامل. لذلك، من الضروري عرض الطفل على طبيب متخصص وذو خبرة لإجراء الفحوص اللازمة ومعرفة الأسباب المحتملة لعدم استجابته، قبل الحكم على فعالية الجلسات.