"الذاتوية والتحديات غير المسبوقة في ظل كورونا" بملتقى التربية الخاصة بالسعودية
شارك الأستاذ الدكتور إيهاب رجاء – أستاذ الوراثة الإكلينيكية واستشاري المخ والأعصاب للأطفال بالمركز القومي للبحوث – في الملتقى الأول للتربية الخاصة الذي نظمه قسم التربية الخاصة بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل – المملكة العربية السعودية، وذلك تحت عنوان:
"تحديات الإعاقة في ظل جائحة كورونا"
وجاءت مشاركة الدكتور إيهاب رجاء في الجلسة الطبية للملتقى، حيث قدّم محاضرة علمية متميزة بعنوان:
"الذاتوية: الواقع والتحديات غير المسبوقة في ضوء جائحة كورونا"
وذلك يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021 عبر منصة Zoom، بحضور نخب أكاديمية وطبية عربية.
الذاتوية (التوحد): أزمة عالمية تزداد تعقيدًا
استعرض الدكتور إيهاب في مقدمة المحاضرة الواقع الإحصائي لاضطراب طيف التوحد، مؤكدًا أن:
معدل الإصابة العالمي بلغ طفلًا واحدًا بين كل 36 في بعض الدول، وفق دراسة نشرت عام 2018.
في دولة قطر، أظهرت دراسة وطنية أن 1.14% من أطفال المدارس مصابون بطيف التوحد، مع صعوبات لغوية لدى 75% منهم، ومعدلات عالية من فرط الحركة والتوتر.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 70 مليون شخص مصاب بالتوحد حول العالم.
التحديات غير المسبوقة في ظل جائحة كورونا
التحديات الطبية:
- زيادة التشخيص الخاطئ أو المتسرع بسبب غياب التقييمات الدقيقة.
- صعوبات الوصول إلى العيادات والمراكز خلال فترات الإغلاق الكامل.
- تفاقم مشكلات التغذية والمناعة نتيجة اضطراب الروتين الغذائي اليومي.
- سوء استخدام المهدئات لدى بعض الأسر، ما يفاقم من المشكلات السلوكية.
التحديات الاقتصادية:
- فقدان الأسر البسيطة لمصادر الدخل، وعدم قدرتهم على استكمال خطط التشخيص أو العلاج.
- صعوبة تغطية نفقات التعليم الخاص أو الدعم الفردي، مما أدى إلى انقطاع العديد من الأطفال عن الجلسات.
التحديات الاجتماعية والأسرية:
- اضطراب الروتين اليومي داخل الأسرة، وتفاقم السلوكيات التكرارية والانفعالية لدى الأطفال.
- غياب الدعم النفسي للأهالي في ظل إغلاق المراكز وتأخر تدخل المتخصصين.
- ضغط شديد على العلاقات الأسرية، أحيانًا يصل إلى تفكك الروابط الزوجية نتيجة الإرهاق والإحباط المزمن.
رؤية إكلينيكية دقيقة من قلب الأزمة
أكّد الدكتور إيهاب رجاء أن أزمة كورونا كشفت هشاشة البنية الداعمة لذوي الذاتوية، حتى في الدول التي تملك منظومات متقدمة، وأن الحل يكمن في:
- إعادة النظر في نماذج الرعاية والتعليم لذوي التوحد.
- إدماج خدمات الصحة النفسية والعصبية ضمن خطة الطوارئ الوطنية.
- تدريب الأهل ومقدمي الرعاية على إدارة السلوك المنزلي في الظروف الطارئة.
أهمية التعاون العربي في تبادل المعرفة
في ختام مشاركته، ثمّن الدكتور إيهاب دعوة جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وأشاد بمستوى التنظيم العلمي والمهني للملتقى، داعيًا إلى زيادة التعاون العربي في تبادل المعرفة والخبرة في مجال الإعاقات العصبية والسلوكية، خصوصًا في ظل ما كشفته الجائحة من أوجه قصور حقيقية.
شاهد فيديو محاضرة الدكتور إيهاب فى الملتقى
محاضرة الدكتور إيهاب رجائي ضمن فعاليات ملتقى التربية الخاصة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، يناقش خلالها واقع التوحد وتحديات التشخيص والعلاج في ظل جائحة كورونا، مع عرض رؤى إكلينيكية وحلول تطبيقية لأسر الأطفال المصابين.
خاتمة
تأتي مشاركة الدكتور إيهاب رجاء في هذا الحدث العلمي الدولي تأكيدًا على دوره الرائد في التوعية الإكلينيكية عبر المحافل العربية، وحرصه المستمر على نقل المعرفة من العيادة إلى المجتمع، ومن المراكز القومية إلى المنصات الأكاديمية في الخليج والعالم العربي، واضعًا نصب عينيه تحسين جودة حياة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في كل بيت عربي.