من
يوميات العيادة (6)
ماذا أفعل مع إبنتي بالمنزل ؟!
إحدى
الأمهات أرسلت إليَّ على الخاص تشكو تراجع قدرات إبنتها -ذات السبع سنوات - حينما إضطرت الى السفر بها إلى
دولة عربية شقيقة حيث يعمل الأب ، وحينما قدمت أوراقها إلى المدرسة الإبتدائية ، وقامت
المعلمة المختصة بمقابلة الإبنة للتقييم العام وجدت محدودية قدراتها المعرفية ، واللغوية
، وبالتالي أبلغت إدارة المدرسة الأم بإرجاء قبولها حتي يتم تحويلها إلى لجنة أخرى
للدعم الدراسي ، والأم في حيرة من أمرها ماذا تفعل حتى يأتي على إبنتها الدور ؟! حيث
أن مكوثها في البيت هكذا يجعلها تتراجع أكثر ، وتفقد المزيد من المهارات ، والخبرات
السابقة !
وكان
هذا هو الرد على استفسارها ماذا تفعل ؟!
لازم
تنزل أي حضانة متاحة عندك ، ومعرفش هل في عندكم حضانات أهلية بيعملوها المصريون في
البيوت ، طبعا جلوسها في البيت بدون ماتعمل أي حاجة سيجعلها تفقد مهرات كثيرة ، وحينما
تقول لك باحبك قولي لها ، وأنا كمان باحبك ، بس أحبك شاطرة ، وتعبري بكلامك عاوزة إيه
، ولا تلبي لها أي طلب بدون ماتتكلم بلغتها ، وتتطلب بس لاتقولي لها لن أفعل إلالما
تتكلمي ربما تعند ، وترفض التعبير اللغوي ، ولكن كما قلت عبري بكلامك عاوزة إيه ، وممكن
في الأول تعطيها خيارات للتسهيل يعني عاوزة تأكلي كذا ، واللا كذا ، وكذلك مثلا تشربي
لبن ، واللا عصير ؟! طيب عاوزة عصير أيه ، طيب عادي من الكرتونة ، واللا بارد من الثلاجة
، وهكذا حتى تكون جملة عاوزة عصير تفاح بارد من الثلاجة ، يبقى تتدرجي معها في الكلام
في كل الأمور اليومية الحياتية من خلال إسلوب مرح ، وجميل علشان تقبل على الكلام معك
، ويكون المحفز مثلا تعالي نقرأ القصة الجميلة دي مع بعض ، وبعدين كل واحد مننا راح
يحكيها بطريقته هو ، والأشطر يأخذ حاجة حلوة بيحبها . وحاولي أن تتعلم في كل يوم جملة
جديدة ، أو معلومة قصيرة مناسبة لعمرها ، وقدرتها
العقلية على إستيعابها ، ثم بعد ذلك الربط بين المعلومات وبعضها ، ثم المستوى الأعلى
تحفيز القدرة على التفكير ، والإستنباط ، وإيجاد حلول بعض المشكلات الحياتية البسيطة
ثم الأعلى فالأعلى ، وهكذا مع تجنب الجلوس إلى الشاشات ، والألعاب الأليكترونية التقليدية
الرتيبة التي تقضي على الإبداع الطفولي الرائع !