recent
أخر الأخبار

نوبات الصرع لدى الرضع: لا تستهينوا بهذه العلامات !

هل هذا مجرد مغص؟ د. إيهاب رجاء يوضح علامات الصرع المبكر عند الرضع

أخر تحديث 18 يونيو 2025
تُعد نوبات الصرع عند الرضع من أكثر الحالات التي تُثير قلق الأهل، خاصة حين تظهر في صورة حركات خفيفة ومتكررة يُخطئ الكثير في تفسيرها على أنها مجرد "مغص رُضّع". لكن تجاهل هذه الإشارات المبكرة قد يؤدي إلى مضاعفات عصبية خطيرة، خاصة إذا كانت النوبات غير مشخصة بشكل صحيح وفي توقيت مبكر.
في هذا المقال، يضع الأستاذ الدكتور إيهاب رجاء، استشاري المخ والأعصاب للأطفال، خارطة طريق متكاملة للتعامل مع هذه الحالات، بدءًا من الملاحظة المنزلية وصولًا إلى الفحص الطبي والتشخيص الدقيق، مع تحذير واضح من الأدوية التي قد تضر أكثر مما تنفع.

هل هذه مجرد نوبة مغص… أم نذير خطر أكبر؟

كثيرًا ما يُشاهد الأهل حركات غريبة متكررة لدى أطفالهم الرضّع، مثل ارتجاف مفاجئ في أحد الأطراف، أو نظرة ثابتة طويلة، أو تصلب لحظي في الجسم، فيتم تفسيرها بشكل شائع على أنها مجرد مغص رضّع… لكن، ماذا لو لم تكن كذلك؟
أنا لا أهدف للتخويف، ولكن للتنبيه. فبعض هذه الحركات، خاصة إذا تكررت بنفس النمط وفي أوقات متفرقة، قد تكون نوبات صرعية مبكرة لا يجب التساهل معها إطلاقًا.

تحذير مهم بشأن هذه الصورة

إذا لاحظت أن رضيعك يقوم بالحركات الظاهرة في الصورة المرفقة بهذا المقال، بنفس الشكل والنمط، بشكل متكرر… لا تُهمل الأمر!
هذه الحركات ليست دائمًا بريئة أو عابرة، وقد لا تكون مجرد نوبة مغص. بل تشير أحيانًا إلى نشاط غير طبيعي في كهرباء المخ، خاصة عند تكرارها دون وجود مؤثر خارجي واضح.

رضيع مستلقٍ على جانبه بحركة نمطية متكررة قد تشير إلى نوبة صرع مبكرة، ما يستدعي تصوير الفيديو ومراجعة طبيب مختص في المخ والأعصاب للأطفال.

من فضلك:👇
  1. راقب هذه الحركات بدقة.
  2. سجلها بالفيديو.
  3. واستشر طبيب أطفال مختص فورًا.
  4. واطلب تحويلًا عاجلًا لاستشاري مخ وأعصاب أطفال.

لماذا الرضيع عرضة للنوبات أكثر من غيره؟

الجهاز العصبي للرضيع لم يكتمل بعد، وفي هذه المرحلة العمرية:
  • يكون التوازن بين الإثارة والتثبيط العصبي ضعيفًا
  • وتكون الدماغ أكثر عرضة للتشنجات عند التعرض لأبسط المؤثرات
لهذا فإن أي تغير سلوكي أو حركي متكرر أو غير مبرر يجب ألا يُؤخذ باستخفاف.

قصة غابرييل: حين تبدأ نوبات الصرع منذ الولادة وتنتهي بالرحيل الصامت

في هذا الفيديو المؤثر، توثّق والدة الطفل "غابرييل" أول نوبة صرعية واضحة لطفلها الرضيع البالغ من العمر شهرين، والتي تم تصويرها خصيصًا لمساعدة الأطباء في التشخيص، بعد أسابيع من المتابعة في المستشفى. تبدأ النوبة عند الدقيقة 0:35، وتُظهر نوعًا من التصلب المفاجئ دون بكاء، وهو ما يُصعّب تمييزه على غير المتخصصين.
لاحقًا، تبيّن أن غابرييل يعاني من خلل جيني نادر في جين ARX، وهو ما تسبب له في نوبات مستمرة لم تنجح الأدوية التقليدية في إيقافها. ورغم تجربة نظام الكيتو الغذائي وزيت CBD، ظل الطفل يعاني من نوبات متكررة وتأخر في النمو الجسدي والعصبي، إلى أن خضع لعملية جراحية بسبب خلع خلقي في الوركين.
وبعد سلسلة من المضاعفات التنفسية والقلبية، توفي الطفل غابرييل في نومه بهدوء في ديسمبر 2019، عن عمر يناهز الثامنة.
شارك والدا غابرييل هذه التجربة المؤلمة من أجل رفع الوعي بنوبات الصرع عند الرضع، ولتكون مرجعًا لكل أسرة تمر بتجربة مشابهة.


خطوات التصرف عند ملاحظة حركات غير طبيعية:

  1. شاهدوا الحركة بوعي، لا بذعر
  2. سجّلوا فيديو واضح للحركة (إضاءة جيدة، مدة كافية، بدون ارتباك)
  3. استشيروا طبيب الأطفال فورًا واشرحوا له تفاصيل الحالة
  4. اطلبوا التحويل إلى استشاري مخ وأعصاب أطفال دون تردد
  5. حتى لو أظهر رسم المخ نتيجة طبيعية، لا تُغلقوا باب المتابعة، فقد تكون بعض النوبات غير مرئية في بداية التشخيص.

من هم الأطفال "عالي الخطورة" للإصابة بنوبات الصرع؟

  • الأطفال المبتسرون أو منخفضو الوزن عند الولادة
  • من تعرضوا لـ نقص الأكسجين أثناء الولادة
  • من لديهم تاريخ عائلي لحالات الصرع أو اضطرابات عصبية
  • من أصيبوا بـ عدوى دماغية أو نزيف أو إصابة في الرأس

تحذير من الأدوية الخاطئة: لا تبدأوا بـ "الديباكين" أو "الڤاليوم"!

رغم أن بعض الأدوية مثل الديباكين فعالة في السيطرة على التشنجات، إلا أنها ليست الخيار الأول، لما لها من:
  • تأثيرات سلبية على الكبد
  • زيادة الوزن والسمنة
  • صعوبة في سحب الدواء دون ارتداد الحالة
🛑 وتم تسجيل حالات خطيرة لأطفال تم إعطاؤهم "ڤاليوم" بشكل مفرط، مما أدى إلى حالة تبعية عصبية تشبه الإدمان، وصراخ وهياج إذا تأخرت الجرعة دقائق فقط.

 متى نطلب رسم المخ (EEG) والتحاليل؟

  • إذا تكررت النوبات دون سبب واضح
  • إذا ظهرت نوبات أثناء النوم أو الاستيقاظ
  • إذا كان هناك تأخر نمائي في الحركة أو النطق
  • أو في حال ملاحظة نظرات ثابتة أو تشنجات متقطعة
💡 حتى لو لم يظهر رسم المخ أي ذبذبات شاذة، لا يعني ذلك استبعاد الصرع تمامًا. التشخيص عملية مستمرة.

 الرسالة الأهم: التشخيص المبكر يحمي المستقبل

أكررها دائمًا:
ليست كل الحركات الغريبة "صرعًا"،
ولكن كل صرع غير مكتشف مبكرًا… قد يُكلّف طفلك سنوات من المعاناة النمائية والنفسية.
راقب – سجل – استشر – تابع… فكل خطوة من هذه قد تُنقذ حياة ومستقبل طفلك.
google-playkhamsatmostaqltradent