العيد فرحة بين الغياب والإغتراب !

 


العيد فرحة  بين الغياب والإغتراب !

 

الله أكبر …الله أكبر …الله أكبر … لاإله إلا الله

الله أكبر …الله أكبر ، ولله الحمد

خاطرة ، وتهنئة لأبنائي في بلاد الغربة والمهجر

أنشودة صباح العيد الجميلة التي نصدح بها من العيد إلى العيد ، وتلك الأطفال ملائكة الأرض التي تمضي بخفة ورشاقة بين ملائكة السماء التي هبطت بإذن ربها لتهنيئ المصلين في صبيحة  يوم الجائزة  للفائزين بإتمام عبادات شهر رمضان شهر الصوم  والبركات التي تتنزل من رب السموات والأرضين على عباده المتقين .

 وبينما أنشودة التوحيد بالتكبير ، والحمد تعانق أرجاء المسجد الذي نصلي فيه ، تنطلق أقدام الأطفال الصغيرة لتلاحق الخطوات السريعة للوالد ، والأشقاء الأكبر سنا للحصول على مكان يناسب الأسرة الصغيرة .

 من بين هؤلاء التقطت عدسات كاميرا الإدراك الوجداني تلك الفراشة الرقيقة التي لايتجاوز عمرها العامين، والنصف وهي تدور بخفة ، وتتفلت من رقابة ، وقيود أشقائها المشفقين عليها من التيه بين جموع المصلين ، وهي تنطلق بسعادة متحررة من تلك القيود ، وتشير بيديها الرقيقتين إلى المصلين لتحيتهم بإبتسامة ملائكية غاية في الرقة والجمال .

وبينما عيناي تلاحق تلك الفراشة الرقيقة في طريق العودة إلى المنزل بعد إنتهاء شعائر صلاة العيد إذا بسماعات الوجدان الداخلية تستدعي أغنية العيد الشهيرة التي تغنت بها في فترة جميلة من زمن البراءة ، والعفوية " العيد فرحة " أجمل فرحة ياسلام …غنوا معايا ، وقولوا العيد فرحة …أجمل فرحة …هيه هيه هيييييه .

بينما أترنم بما في جعبة ذاكرة السنين البعيدة إذا بي أجد نفسي أحلق في سموات البلاد البعيدة في الغربة ، والمهجر في كل أنحاء المعمورة أبحث ، وأتشوف حال أحفادي المنتشرين كأسراب الطيور المهاجرة في تلك البلاد .

مر بعقلي خاطر حزين ! ترى هل يفرحون بصلاة العيد ، ويستمتعون بما بعد صلاة العيد من ممارسة شعائرهم ، وطقوسهم لذلك اليوم ؟! أني لهم في غربتهم ، وبعدهم عن بيت العائلة " البيت الكبير " أن يذهبوا إلى بيت جدو ليصافحوه ، ويقبلوه ، ويعانقوه بعد إستلام العيدية ؟! ، ويفعلوا نفس الشيئ مع تيتة بعد تناولهم وجبة الكعك ، والبتيفور ، والبسكويت اللذيذ من بين أصابعها الكريمة الممتدة بكل حنو ، وسخاء !

تحولت فرحتي الطفولية المتدفقة من قلب الطفل القابع في أعماقي إلى غصة مؤلمة في الحلق حيث سائلت نفسي هل يستمتعون كبقية أقرانهم بلحظات المرح ، والسعادة ، والفرحة بأشياء بسيطة كشراء البالونات ، ولعب العيد ، والحلوى ؟!

هل قاموسهم اللغوي الذي نبت وحيدا في بلا. الغربة يعي كل هذه الكلمات ، ومعانيها كما يعيها الأطفال الآخرون المناظرون لهم في العمر ؟! هل يستطيع الطفل أن يكون جملة عاوز آكل كحك ، وبسكوت ، وأشرب عصير ؟! هل يستطيع أن يقول لوالديه هو أنا شكلي جميل وأنا لابس لبس العيد الجديد الحلو ده ؟ ممكن أروح المحل القريب أشتري لعب ، وحلويات من فلوس العيدية يابابا ؟!

آااااااااه ياوجع قلبي المكتوم ، ولهفتي على أحفادي الملائكة في الغربة ، وهم يحتفلون بالعيد حسب ماهو متاح في تلك البلاد فقط بمشاهدة ڤيديوهات متنوعة بلغات غريبة على أسماعهم المتشوقة لسماع " العيد فرحة ، وأجمل فرحة قولوا معايا وغنوا " .

 هل هم يسعدون حقا بكل لحظة في العيد بدأً من التكبيرات ، والصلاة ثم ممارسة اللعب ، والمرح البريئ ، وتبادل الكلمات التي تبعث البهجة في قلوبهم الخضراء النابضة بالحب ، والجمال الطفولي الملائكي. والذي لم يتلوث بعد بكل قاذورات هذا العالم البغيض بالكراهية ، والتقاتل من أجل السيطرة ، وبسط نفوذ الأقوياء فقط !

 ورويدا رويدا وجدتني أدلف إلى بوابة البيت الذي أقطنه أبحث عن فراشة ألاحقها حتى أعانقها بشوق الجد الذي ينتظر اليوم عودة حفيدته من رحلتها ببلاد الغربة متمتما لها عبر أثير الكون " العيد فرحة …غنِّي معايا وقولي هيه هيه هييييه .


 

google-playkhamsatmostaqltradent