زواج الأقارب ،العِرْقْ يمد لسابع جد

 


زواج الأقارب ،العِرْقْ يمد لسابع جد

كارثة كبيرة فى الفهم الدقيق لهذا الأمر الخطير الذى لاتزال العائلات ذات زواج الآقارب تجهله ، لأنهم يظنون أن طالما العائلة كلها متزوجة من بعضها سيكونون فى مأمن من إصابة ذريتهم مثل بقية العائلة .

 وطبعا ده كلام غير حقيقى ، ولا واقعى لأن فى زواج الآقارب تحديدا قد يظهر المرض مرة ، أو أكثر فى كبار الجدود القدامى الذين مضوا ، وقضوا ، ولايعلم أحد عنهم أية تفاصيل.

 ثم يظل جين هذا المرض مختفيا فى الأجيال التالية ولهذا يسمى متنحيا أى غير ظاهر العلامات، وذلك لأن جميع الأفراد إما حاملين لنسخة واحدة من الجين " Carier status " المسئول عن المرض الوراثى ، وبالتالي لاتظهر عليهم أية أعراض، أو يكونوا أصحاء تماماً وغير حاملين للصفة المرضية .




 ولكن تحدث الكارثة ، والطامة الكبرى حينما ينفذ قدر الله بالتقاء نسخة من جين المرض المتنحى على بويضة الأم بالنسخة المكملة لنفس المرض على الحيوان المنوى للأب فيظهر المرض لأول مرة فى جيل الأبناء ، ويحتمل تكراره فى الأشقاء مرة أخرى ، وفى جميع زيجات الآقارب الجديدة بنسبة 25% فى كل حمل جديد ، والله ، والله الأمر خطير ، ولكن أغلب الناس لايعلمون !

هناك قائمة من الأمراض الخطيرة أصعب من السرطان ، لأن ليس لها علاج حتى الآن فى حين أن أنماطا كثيرة من السرطان تعالج بفضل الله الآن،  ومن هذه القائمة المؤلمة للغاية .

التدهور البنائى للمخ والمخيخ حيث تتراجع جميع القدرات ، والمهارات  حتى الموت البطيئ، ويأتى الزوجان فى فزع رهيب هل هناك أمل فى الشفاء يا دكتور ، والإجابة بالمقاييس العلمية لايوجد حاليا غير الأمل فى رحمة الله ، والله الذى لا إله إلا هو تذهب الفرحة، ويبقى الهم، والغم. اللا نهائئ .

فى إحدى المرات قدمت إلىَّ إحدى السيدات المكلومات ، وقد مات أولادها جميعا ، وجاءت تطلب مشورتى هل تحاول مرة أخيرة ، وقد أشرفت على سن الأربعين ! أم تسمح لزوجها "إبن خالها " بالزواج من أخرى لأن من حقه أن يكون له ذرية تحمل إسمه ! الله وحده يعلم كيف مرت علىَّ شخصيا لحظات هذا اللقاء المؤلم المرير!، وأنا أناقش معها السيناريوهات المُحتملة ، والمصيبة أن بعض غير المتخصصين يخدعونهم بالذهاب إلى المتخصصين فى الوراثة ليجروا لهم تحاليل الجينات حتى يستطيعوا إختيار بويضات ملقحة بحيوانات منوية يجرى لها إختبارات الجينات ، وزرع السليم منها  كأطفال أنابيب !

والله الذى لا إله إلا هو خداع فى خداع ، حيث أن تكلفة إكتشاف الجين المسئول عن المرض فى الطفل المريض تتجاوز ثلاثين ألف جنيه بالخارج ، وأحيانا يأتي الرد صادما أنهم لم يستدلوا عن الجين المطلوب ، أو فى أفضل الحالات يوجد مجرد إشتباه فى بضعة جينات ربما يكون لها دور فى هذا المرض الخطير ! قولوا لى بحق الله ماذا سيفعل الطبيب  المتخصص فى الإخصاب المجهرى أطفال الأنابيب حيال هذه الافتراضات  المُحتملة ، وأى بويضة، وأى حيوان منوى يختار ؟!

ياقومى ، أليس منكم رجل رشيد ؟!


google-playkhamsatmostaqltradent