من يوميات العيادة (2) العقاقير وشراهة الأكل لدى الأطفال
أحد الأمهات تم وصف مضاد للإكتئاب إسمه بوسبار لإبنه لها دون العاشرة ! تستغيث
يا دكتور البنت بتجوع جوع رهيب يا دكتور ، ومش قادرة أسيطر عليها بتبكي على طول من الجوع ! مش عارفة أعمل إيه ؟! ياريت تدلني على الطريق الصح !
للأسف الشديد هذه ضريبة فادحة لوصف مثل هذه العقاقير الخطيرة لأطفال أبرياء ! هذه الجريمة المهنية ثنائية الأطراف ، وليست بحق طرف واحد ! يظل أولياء الأمور الذين هم في الأصل ضحايا التخبط ، وعدم الدراية ، أو الجهل بعواقب الأمور يجوبون عيادات نفر كثير من الأطباء للشكوى من السلوك السلبي غير المرغوب فيه الذي غالبا البيئة القريبة المحيطة ، وبالأخص من قبل الوالدين تلعب الدور الرئيس ! يحاول الوالدين بشتي الطرق البحث عن وسيلة دوائية سحرية للسيطرة ، وإيقاف هذا السلوك ، ويتجاهلون ، ويتناسون من العقل الواعي أنهم من الأساس منشأ المشكلة سواء بشكل مباشر ، وغير مباشر ! ثم يريدون أن يستريحوا من إزعاج السلوك ، أو تعليقات المحيطين المقربين " إنتم مش عارفين تربوا أولادكم صح " فيتجه للحيلة الذكية من العقل الا واعي إنه كولي أمر بريئ ، ومظلوم ، وليس له ذنب فيما يجري !والدليل هو الطرق على أبواب الأطباء الذين يتطوع الكثير ، والكثير بتزكيتهم دون أي دراية بتخصصاتهم المهنية ، وعواقب طلب المشورة منهم حينما يصفون هذه السموم البيضاء لإثبات أنهم ذوي كفاءة ويملكون مفاتيح السيطرة مهما كانت فداحة الثمن ! .