تأثير مشاهدة الأطفال للكارتون باللغة الأجنبية
تطور
جديد في كوارث التعرض للشاشات مبكرا، وهو توجه الأطفال الصغار أقل من ثلاث سنوات
إلى مشاهدات كارتون، وأغاني اليوتيوب باللغة الإنجليزية وانشغال قنوات الاستقبال
السمعي بهذا النمط اللحني، والكلمات، والمصطلحات الدارجة باللغة الأجنبية، وتزداد
الطينة بلة بالتحاقهم بحضانات اللغة الإنجليزية.
وهنا
- للأسف الشديد - الأمر الذي يغفل عنه السادة أولياء الأمور يختل الميزان، وتتغير
سيادة اللغة، والبرمجة العصبية اللغوية بحيث تصبح اللغة الأجنبية هي اللغة الأولى
على حساب التراجع، والتدهور التام في القدرة على التواصل باللغة العربية.
المشكلة
الكبرى يا حضرات السادة الغافلين أن هؤلاء الأطفال القابعين ليل نهار محتضنين تلك
القنوات الغريبة بالكلية عن لغة التواصل الإجتماعي، وما يترتب عليها من فقد مهارات
الحياة اليومية لعدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم، واحتياجاتهم الملحة.
ويظلون
يكررون، ويرددون ترديد الببغاوات لكلمات، ومفردات بعينها بلا فهم، وبالتالي لا
يستطيعون إقامة علاقات لعب ومشاركة مع أقرانهم الذين لايفهمون لغتهم، وهكذا يستمر
التغريب وتزداد حدته، ويفاجأ الذين فرحوا بطلاقة اللكنة الأجنبية المطابقة
للناطقين الأصليين بها، أن أبنائهم مرفوضين من مدارس اللغات.
لأنهم
منعزلون في العالم الموازي ومتهمون بالإيكولاليا، وسمات اللهو الخفي المسمى بالتوحد،
وكذلك مرفوضين في مدارس اللغة العربية لأن تشخيصهم توحد ناطق باللغة الإنجليزية،
ولايمكنهم التعامل داخل، أو خارج الصفوف، ولا المشاركة مع أقرانهم في أي نشاط!
وتكتمل
النهاية الدرامية بكتابة مايسمى علاجات التوحد الفاشلة المدمرة ! فهل من معتبر،
ومتى يفيق الغافلون قبل فوات الآوان، والعض على الأصابع من الحزن، والحسرة، والألم؟!