من يوميات العيادة (10) رفض الأطفال للطعام

 


من يوميات العيادة (10) رفض الأطفال للطعام



أيها الكرام الآفاضل ، للأسف الشديد الكثير من أولياء الأمور يتسببون في هذه المشكلة الصعبة إذا فات وقت معالجتها مبكرا !

 بالأمس كانت عندي أسرة بها فتاة صغيرة تخطت الثامنة من عمرها ولديها مشكلة طبية تستدعي تناول أقراص ، وإذا بها ترفض بشدة بإسلوب عنيد غير مرن أنها لن تتناول الأقراص حتى لو أذابتها لها أمها في الماء ، أو العصير مما إستثار حفيظتي ، وغضبي لهذه الرعونة ، وعدم تقدير عواقب الأمور .

 بنفس الإسلوب يرفض أطفال كثيرون أنماطا كاملة من الطعام فأفاجأ بمن يقول لايتذوق الفاكهة ، أو اللحوم ، أو أصناف بعينها من الأطعمة المفيدة ، والسبب مثل تلك الفتاة هو التراخي ، والتساهل مع الطفل منذ نعومة أظافره حينما يرفض الطعام فتستجيب الأم له بمنتهى البساطة ، وتعطيه ما يحبه ويتمسك به دون محاولات من الإغراء وتكرار عرض الطعام المرفوض بأساليب مختلفة ، وطرق تقديم جذابة لإستثارة شهيته ، وفضوله للتذوق.

من المهم جدا البعد التام عن العصبية ، أو الخشونة ، أو الشدة في محاولات تعويد الطفل من بعد الفطام على تذوق ، وتناول جميع أنواع الطعام المفيد ، والمغذي لتلبية إحتياجات النمو المبكر ، ولو بكميات صغيرة تتدرج رويدا …رويدا في الزيادة حتى يتعود عليها ، ويقبل عليها مثل سائر الأطعمة كبقية أفراد الأسرة دون الإستجابة السريعة لرغباته المعاندة ، وإعطائه البديل المفضل لديه ، وهكذا يترسخ عنده النفور ، والرفض التام لأصناف بعينها من الطعام الصحي .

 إذا إستمر الطفل في الرفض بشدة ، أو صاحب ذلك التقيؤ فيجب التوجه لإستشاري التغذية ، وإستشاري المعالجة الحسية لمعرفة إذا ما كان الطفل يعاني من خلل ما غير مُدْرَكْ في حواس الشم ، واللمس ، والتذوق ؟! ولايجب الإستسلام ، والرضوخ أبدا بالسلبية المطلقة مثل ما حدث مع تلك الفتاة العنيدة !


google-playkhamsatmostaqltradent