التوحد بين التعميم والتسميم !


الأستاذ الدكتور إيهاب رجاء

التوحد بين التعميم والتسميم !


بينما يخفق من يطلق عليهم ذوي التوحد في تحقيق التعميم " تنفيذ المهارة ، واتباع السلوك السوي في مختلف البيئات تحت مختلف الظروف ، والأحوال " بسبب الخلل في المهام التنفيذية الناتج من قصور التواصل ، والربط بين الشبكات العصبية المختلفة "  نجد في المقابل نجاحاً منقطع النظير في نجاح " مافيا التوحد " في تعميم التسميم على مختلف العقول بجميع المستويات .

فنجدهم يجيدون تجنيد الإعلام ، ومواقع التواصل الإجتماعي لزرع فزاعة التوحد ذلك الوحش المجهول غير معلوم الأسباب،  الذي يهبط إلينا من كواكب العبث اللا معقول بإمتداد أسود مخيف لانهاية لظلامه الكئيب الذي يلف عقول الأطفال بأذرع آخطبوطية وحشية منزوعة الرحمة ، وتضرب بقوة الحديد كل من يحاول الإقتراب لفك القيود نحو الفرار ، والنجاة! .

ونجدهم يتفننون  في تسميم عقول الوالدين أن ذلك الوحش هو قدرهم المحتوم الذي لن يستطيعوا أبداً الإنتصار عليه ، ولايملكون أبدا أسلحة مقاومته المشروعة ! ويصرخ الأهالي مستغيثين مستلهمين التراث بدلا من " عطشان يا صبايا دلوني على السبيل " فنجدهم يرددون في بكائية تعتصر القلوب " تعبان ياضنايا ، واجيب الصبر منين " .

وبعد استسلام الضحية الكبيرة " أحد الوالدين ، أو الإثنان معا " يناولونهم كئوس السم الناقع ، والمرار الباتع ليقوموا- بكل قلب مات ذبحاً بيد الكهنة الأكابر - ليسقوا بأيديهم أشجار الشوك الشيطانية لتترعرع في مخ الملائكة الأبرياء ، وليتحولوا بعد حين إلى صغار شياطين الإنس التي تدمر الأخضر، واليابس بعد نزع الهالة الملائكية من عقول كانت يوماً ما تسبح في بحار من نور البراءة الطفولية . لاحول ، ولا قوة إلا بالله ، وإليه وحده المشتكي .

google-playkhamsatmostaqltradent